تخللتها اشتباكات واعتقالات وطوارئ سبقت عودة البرادعي.. و«الأوقاف» تحذّر من استخدام المساجد
احتجاجات مصر تتواصل.. واتهـام 149 متظاهراً بمحاولة قلب نظام الحـكم
شهدت مصر، أمس، تظاهرات جديدة احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والسياسية، ومطالبة بالتغيير، ورحيل النظام الحاكم، وحل البرلمان، وذلك بعد يومين من تجمعات وصدامات مع الشرطة اوقعت ستة قتلى، وادت الى اعتقال نحو 1000 شخص. وفيما عقد الحزب الوطني الحاكم اجتماعاً طارئاً لتقييم الوضع، توقع المعارض والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تظاهرات كبيرة في انحاء مصر اليوم الجمعة، قائلاً إن الوقت حان لتقاعد الرئيس حسني مبارك، وفيما حذرت وزارة الأوقاف من استخدام صلاة الجمعة في التظاهرات، وجهت النيابة المصرية اتهامات بمحاولة قلب نظام الحكم إلى 149 متظاهراً.
وتفصيلاً، وجدت قوات الامن بكثافة أمس في قلب القاهرة، بعد أن طاردت المتظاهرين في شوارع بعض الاحياء، مستخدمة الغازات المسيلة للدموع والهراوات واحيانا الحجارة، كما قام المحتجون برشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة. ووقعت اشتباكات بين عشرات المتظاهرين وقوات الامن امام وزارة الخارجية المصرية بوسط العاصمة، إذ تمكن المتظاهرون من فتح إحدى البوابات الجانبية للمبنى، ثم اقتحموا غرفة الأمن. وقامت الشرطة بإبعادهم على الفور وتفريقهم، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع. وقالت شاهدة عيان إن نحو 100 محتج تجمعوا على درج مبنى النقابة العامة للمحامين بالقاهرة ورددوا هتافات ضد الحكومة. وأضافت أن مئات من قوات مكافحة الشغب يشددون إجراءات الامن في شارع رمسيس الذي يطل عليه مبنى النقابة.
من جهة أخرى، قتل متظاهر في تبادل إطلاق نار مع الشرطة في شمال سيناء.
وصرّح مصدر في الحزب الحاكم لوكالة فرانس برس، طالباً عدم ذكر اسمه، إن قيادة الحزب عقدت اجتماعاً طارئاً لتقييم الوضع في حضور الامين العام المساعد جمال مبارك، نجل الرئيس المصري حسني مبارك.
ودعت حركة «6 ابريل» الشبابية المعارضة، مستلهمة الثورة التونسية، الى تظاهرات جديدة اليوم بعد صلاة الجمعة.
وقد دعا المجتمع الدولي، خصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة، الحكومة المصرية الى الاستماع لمطالب الشعب. وقالت حركة 6 ابريل في صفحتها على الـ«فيس بوك» إن «تحركات الشارع ستستمر»، ودعت الى تظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة اليوم.
وقال احد المتظاهرين لـ«فرانس برس» «لقد بدأنا ولن نتوقف».
من جهة اخرى، شهدت البورصة المصرية هبوطاً حاداً أمس، اضطرها الى وقف التعاملات لفترة مؤقتة، بعد انخفاض مؤشرها الرئيس اي جي اكس 30 بنسبة 6.2٪ غداة انخفاض بنسبة 6٪، بحسب بيان للبورصة.
وذكرت مصادر أمنية مصرية أن آلاف الأشخاص تظاهروا أمس في منطقة الممر بمحافظة الإسماعيلية، وألقت قوات الأمن القبض على ستة أشخاص من عناصر حركة 6 ابريل وحركة شباب من أجل التغيير، بينما يتوجه المتظاهرون ناحية مبنى المحافظة في العاصمة التي تحمل الاسم نفسه.
وقالت إن قوات الأمن اشتبكت مع بعض المتظاهرين، وحاولت تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والعصي الكهربائية، ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة عليهم، وقامت قوات الأمن بطرد الصحافيين والإعلاميين من المنطقة وإغلاق الشوارع أمام السيارات والمارة، لمنع زيادة أعداد المتظاهرين.
وفي محافظة السويس اشتبك آلاف المتظاهرين في عدد من شوارع مدينة السويس عاصمة المحافظة مع قوات الأمن، الذين قاموا بمطاردتهم قبل التجمع وفض مسيراتهم، بينما كانوا متجهين إلى ميدان الأربعين (الميدان الرئيس بالمدينة). وقام المتظاهرون بحرق مركز شرطة الأربعين، وقالوا إن ذلك جاء رداً على مقتل أربعة من أبناء المدينة.
وفي ميدان العباسية شرق العاصمة القاهرة، تمكن رجال الأمن من فض تجمعات صغيرة عدة، يضم كل منها عشرات الأشخاص كان يرددون هتافات ضد الأوضاع المعيشية.
وفي محافظة الإسكندرية الساحلية تجمع آلاف المتظاهرين في ميدان المنشية وسط مدينة الإسكندرية، مطالبين بالتغيير والتعديل، ومنتقدين أوضاعهم الاقتصادية والسياسية، مؤكدين رفضهم للنظام الحالي والحكومة. وردد المتظاهرون هتافات معادية لقيادات الحزب الوطني وبعض الوزراء، مطالبين بحل البرلمان (الشعب والشورى) وتعيين حكومة مؤقتة.
كما ينتظر وصول المعارض محمد البرادعي- الذي يطالب برحيل نظام الرئيس المصري منذ قرابة العام- الى مصر آتياً من فيينا للمشاركة في التظاهرات الاحتجاجية المقررة اليوم الجمعة، كما أكد شقيقه لوكالة فرانس برس.
وقد أعلن للصحافيين في مطار فيينا لدى استعداده للتوجه جواً الى مصر «إذا اراد الشعب، خصوصاً الشباب، مني أن اقود الانتقال، فلن اخذلهم»، مؤكداً أن «اولويتي الآن هي رؤية مصر جديدة من خلال انتقال سلمي». ورداً على سؤال لمجلة در شبيغل الالمانية عن انتقال عدوى ثورة الياسمين التونسية الى مصر، قال البرادعي «إذا كان التونسيون قاموا بالثورة، فإن بإمكان المصريين ان يفعلوها»، وأضاف البرادعي أن «مبارك خدم البلاد 30 عاماً، وحان الوقت لتقاعده»، وقال «اعتقد أن تظاهرات كبيرة ستخرج الجمعة في كل انحاء مصر، وسأكون معهم هناك». ودعا الى ان تكون التظاهرات سلمية. وقال «مهمتي هي إدارة التغيير سياسياً». وأعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ في مطار القاهرة استعداداً لعودة البرادعي.
وحذّرت وزارة الأوقاف المصرية من استخدام صلاة الجمعة في التظاهرات التي دعت اليها جماعات المعارضة، جزءاً من تحركها لتوسيع حركة الاحتجاجات ضد النظام، وطالبت الوزارة في بيان لها أئمة المساجد وخطباء الجمعة بعدم السماح باستخدام المساجد في التجمع وفي إثارة البلبلة بين المواطنين أو نقل الشائعات المغرضة من غير بينة أو برهان.
وأعلنت مصادر قضائية أن النيابة العامة في مصر وجهت، أمس، اتهامات لنحو 149 من متظاهري «يوم الغضب» بمحاولة قلب نظام الحكم، وقالت المصادر إن كل المتهمين أنكروا في أقوالهم أمام النيابة جميع التهم المنسوبة إليهم، وأكدوا أنهم خرجوا في تظاهرات سلمية في محاولة منهم للتعبير عن رأيهم في فساد النظام وبطلان مجلسي الشعب والشورى، والتنديد بتعسف أجهزة الشرطة.
وفي رد فعل حول الأحداث دعت اسرائيل، أمس، رعاياها المقيمين أو الذين يزورون مصر الى توخي الحذر في اعقاب المظاهرات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس المصري. وقالت الصين إنها تأمل في الحفاظ على استقرار مصر، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية هونغ لي، إن الصين تتابع ما يجري في مصر، وتأمل ان تتمكن مصر من حماية استقرارها الاجتماعي والنظام العام.
وحثت الولايات المتحدة على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الرئيس المصري صراحة على إجراء إصلاحات سياسية في تغيير واضح لتصريحات سابقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news